عندما كنا صغار ونخرج معنا اي شيء صالح للاكل، كانت تتعالى اصوات الجائعين من كل حدب وصوب، وكانت تنهال الايادي الممدوة طلبا #لشوية من اي شيء قابل للأكل، قضاء الساعات الطوال في اللعب والمرح خارج المنزل تجعل منك لاجئا قريبا من البيت تترصد اي #كاسكروط محشو بما لذ وطاب، حتى وان لم يكن مما لذ المهم يكون مما طاب.
كانت الانانية منتشرة بكثرة من طرف الاقران، البعض منا كان يتوارى عن الانظار حتى يقضي على كاسكروطه بين الاعشاب وكأنه نمر ظفر بغزال او خلف جدران العمارة حتى لا يزعجه احد بالمقولة الشهيرة "آرا شوية" ...او "اعطيني عضة" قد تكون كريما احيانا لكن قد تندم الى الابد، فذلك المشرد الذي لم يدخل لبيته منذ ساعات الصباح الاولى سيكون حتما كذئب يتضور جوعا ويمكنك ان ترى ذلك في شرارة عيونه اللئيمة التي تترصد رغيف خبزك
، فيتودد لك ويحلف بأغلظ الايمان بانه لن يعض إلا قليلا، وبعد مفاوضات عسيرة حول حجم القضمة وشروط العضة وبعد ان تعين حدود الخبز وتضع الاصابع الفاصلة بين كسرة خبزك وأنيابه الحادة يتم الاتفاق، لكن هيهات ففي الكثير من الاحيان خسر بعض الاطفال اصابعهم بسبب التعدي الصارخ على الحدود ونشبت المشادات العنيفة بسبب خرق اتفاقية السلام #الكاسكروطية، مما قد يجعلك تعاديه لأشهر عديدة.
كانت ايام بسيط وجميلة رغم ما يتخللها من مهاترتات صبيانية فغريزة البقاء حتما أقوى من الصداقة الطفولية المبنية على المصالح الضيقة او هكذا كانت تبدو على الاقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق