الخميس، 14 فبراير 2019

سأهاجر..

خاطرة حول الهجرة كتبتها في شتاء 2011 حينما كانت تراودني افكار الهجرة الى الخارج بشدّة بسبب البطالة والاوضاع الاجتماعية غير المستقرة، رغم مرور كل تلك السنوات إلا أن ذلك الحلم لم يتحقّق ولازال يحزّ في نفسي كلما تطلّعت الى أفق البحر المتوسط .
سألتني فتاة هل تستطيع ان تهاجر وتترك وطنك؟ فأجبتها..
ماهذا السؤال ؟؟؟


هل أنت تمزحين يا أخت؟؟

إنه المشروع الجبار الذي أخطط له ليل نهار...انه الحلم الكبير الذي اليه سأسير...انه المستقبل المشرق الذي من أجله سوف "أحرق"...انها الهجرة الى الخارج التي ستجعلني أخرج من الفقر المارج....والواقع "الخامج"...انه الحل المنقذ لشخص يريد حلا ومنفذ لأحوال صارت مكهربة كالمأخذ....لا تقل لي توقف فكلامك هذا مؤسف....أو أنني أبدوا مقرف....لا.. لا.. لا لن اتوقف وسأحلف من أجل ذلك في المصحف....أنا أحب بلدي الجزائر وأنا مثلك عليه حائر... لكن لا يوجد في الأفق بشائر في ظل نظام جائر... وفساد منتشر وفجائر...ففي الأخير أنا انشاء الله سأهاجر...سأخاطر من أجل ذلك وأغامر أذهب في قوارب صغيرة أو بواخر.. عبر بحر عميق وموج غادر....وهنالك سأعمل بجهد وأثابر أجمع مالا وافر.. وأفتح بعد ذلك متاجر....ربما سأتاجر...في السيارات أو حتى في السجائر....أتوقف قليلا وأفكر كثيرا.... ثم أقول من بدلني بالفول... سأبدله بالقشور... وسأحتفظ لنفسي بالبذور... لأننا لسنا من أهل الفجور... سنبقى دائما عليه نثور ...نقول كلمتنا حتى ولو في القبور...اننا لا نحب الشقاق كما لا نحب النفاق... ومساوئ الأخلاق نقف دائما في وجه السراق...أولئك من ساقو البلاد إلى الانزلاق... ومتاهات مظلمة كالأنفاق...لأننا شعب فهيم... نملك عقلا سليم... ونفرق بين الأحمق والحكيم... والكريم واللئيم... وبين الجنة والجحيم...فنحن أصحاب شجاعة وهمّة ...نضم أيادينا لأصحاب الأمة... الداعين الى وحدة الصف واللمة...نضم أولئك الاخوان... ونُعرِّف العالم بالجزائري الانسان... الذي يمقت الطغيان... ويثور عليه كالبركان....
سأهاجر الى بلد بعيد.. أكون فيه وحدي حائر... يائسا وغير قادر... أتظاهر بالقوة بينما قلبي حزين فاتر....سأبقى مرتبطا ببلدي بتلك المشاعر.. وفطرتي تذكرني بانني رجل انتمي الى الجزائر...فأنا سأكون هناك مجرد مهاجر....
    مشكلتي ككل بائس فقير... أعمته سياسة الحمير... جعلته يتوق الى بلد يعتقد أنه جدير... بينما هو مجرد مكان ملأته قذارة الخنازير... وثقافة المزامير... يملأ حياتهم مشروب موضوع في قوارير... يقلب عقولهم فيعصون الله في السر والتجهير...كل هذا وأكثر في بلاد أصحابها عملوا وأحسنوا التدبير... مع أنهم أتباع الشرير...لا يؤمنون الا بالشياطين... مع ذلك يقدسون الغني والفقير... ويخلصون نية البناء والتطوير... والتنمية والتعمير... ويقدمون الراتب القدير.. ويجعلونك تعمل رغم أنك دخيل... وتنعم حينها بالمال والحرير...والفراش الوثير....لا تقارن بيننا وبينهم فلن تجد جوابا لك قريب... فقط ستحصل على ماهو غريب....ستحتار وربما بعدها تنهار.... وتقول في نفسك مسلمون أقل شأنا من الكفار؟؟... ماذا حل بنا لننهار؟ سقوطا كالجدار.. مهدم ذا غبار....ستفكر وتفكر لكن لن تجد جوابا... إلا إذا قرأت كتابا، مقدسا ومهابا...فيه ذلك الدستور، الذي من أجله علينا أن نثور.....هل عرفته أم أقول؟؟  
     إنه كتاب غير منقول، منزل منجم.... ومحظور أن نمسه بدون طهور...لا داعي لأن اقول، فأنت ذكي ومفطور، على الاسلام، محمد هو الرسول....اعذريني ان كنت قد أطلت... او بالموضوع قد خرجت... لكنك الحرية تركت في سؤالك انت قلت مارأيكم لو خرجت لبلاد أخرى أو مررت؟...سأجيب على سؤالك رغم أنني تعبت من الكتابة والتفكير... سؤالك بسيط لكنه خليط من الرأي والنقاش والتخطيط.....هههههه...ستظنني مجنون... فاقد العقل ملعون... لكنني فقط مغبون، شاب مفتون بالهجرة مكنون....سأقول لك شيئا وأجاهر........سأهاجر.......سأسافر........وبعد سنين من الحنين......سأغادر نحو بلدي به أفاخر.......سأغادر متجها نحو وطني.
وطن اسمه الجزائر.
ح/م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق