الشمس مشرقة والسماء زرقاء والبحر هادئ في بلادي، وإن جارت عليَّ ليست بعزيزةٍ، والجبال شامخة والسهول منبسطة، والأرض غنية والشعب بعيد والنظام سعيد، والحزب عتيد والزعيم مريض.. والشباب حار في وطنه لا الأملُ قريبٌ لا الحلمُ لا الفرجُ... والسُّلطةُ سليطةٌ متسَلِّطَةٌ، والفساد مستشرٍ في رحبٍ وفي سَعةٍ، والسهل شحَّ من حبّه وعنبهِ والنّهر جفَّ من مائه، والعامل لا شيء في عطائه...
الطَّالب البطَّال الطَّلَّابُ في غبنٍ وفي نكدٍ، لا شغل اكتساهُ ولا سكنَ آواهُ...والجند في خنادق حدوده على عهدهِ، والحزب في حدائق قصوره على وعده، اِلتَحَفَ بِصُوفِ خرافهِ، شبَّ الشِّياب وشابَ الشَّباب من كيده ومكره، فلا منطق يحكم ولا واقع يرحم، والشعب في أمجاد أجداده غارق يروي: كان وكانت وكانوا.. والحقُّ أن العزاءَ في مُصابهِ لواجبٌ على شعبٍ أُوقِدَ فوقه الحطبُ..أراني قد أطلت الحديث وخرجت به.. كأن في تخلُّفِنا النظام هو السّببُ..لكن الأمر معقد متشعِّبٌ لا يكفي فيه شكوًى ولا نحيبٌ ولا شكٌّ ولا عجبُ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق